الكويتية - قصة مبنى
كنت رمزاً للإزدهار ، أيقونة لبلد جديد. حلقت الطيور حين ارتفعت بالافق. أنا الكويتية. شامخةً فوق مدينة الكويت ، نقوش أجدادي زينت جدراني و لمعان نوافذي أصبحت كالجواهر. في بداية عهدي شربوا و أكلوا و رقصوا على راسي و هم ينظرون إلى مدينتهم الجديدة و هي تلبس ثوباً جديداً من تحتهم، تتميّز بطرقها السريعة و شوارعها الممتدة الى مد البصر. نشأت الفنادق و الأسواق من حولي و سعوا إليَّ الباحثين عن المغامرات و التغيير. نُشِرت صوري على شاشات التلفزيون و البطاقات التذكارية و الطوابع البريدية. كنت رمزاً لأمةٍ جديدة على أتمّ الإستعداد للإقلاع
و جاء إعصار التغييرات في موجاتٍ و موجات. هزّت كياني و أصبحت مشلولة لا أستطيع الوقوف. تركني الجميع ووقفت صامدةً في وجه العدوان. و رغم إشعال النار برأسي، رفضت التخلّي عن هويتي.عاد أبنائي إلى بلدهم و هي ممزقة، غطّتها الغيوم السوداء و إختفت الشمس عنها و لكني عدت بكل مجد كأيقونة و مصدر فخرٍ لهذا البلد و شعبه
و لكن مازال هناك نقصٌ في كياني، لم أرى الطيور تحلق عالياً كما كانت. نسوني الناس و بعضهم سخروا مني و اتهموني بعدم استقراري. تخلوا عني و أزالوا زجاجي و تركوني عاريةً للشاحنات تطرق جدراني و ذكريات العابرين عندي
رغم ذلك و أنا لا أزال واقفة. أتابع الأحداث من حولي في رعب، و الحياة تدور من حولي، و لم يبدو أنها تتأثر بوجهي المتضائل، جدارا يلحق بآخر و دور يتلو الآخر. أسمع كأنها سمفونية من العزف، و هكذا حتى أن تلاشت ملامحي و إرتفع الغبار من حولي